Saturday, July 19

اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك


الحمد لله قد عم الخلائق رأفة وحنانا

تجري الرياح بالخير ممطرة فتنبت الارض أشجارا وأغصانا

وبهائم للحمل قد خلقت، وأخرى طواعية تمنح لحما وألبانا

وبحار بطري اللحم زاخرة، وأنهار تفيض عذبا لسقيانا

وشمس تجود بالدفء ما بقيت الدنيا، وما بخلت قرونا وأزمانا
ونجوم بالليل مشرقة تهدي الاناسي رجالا وركبانا

وبيوت جعلت لنا سكنا، وجبال صارت للبدو اكنانا

وسرابيل تقينا الحر ناعمة، وسرابيل تقينا بأس الذي عادانا
خلقنا من نطفة مُنيت من الأصلاب فكانت في الأرحام مأوانا

غُذينا من غير جهد ومسألة فتكامل الخلق صورا وألوانا

وخرجنا إلى الدنيا ولم نعقل ما حولنا ولم نبصر والغير سمانا

حملنا بالسرور والوجوه ضاحكة، ننمو رويدا تبارك الذي أنمانا

نحبو وعين الله تكلؤنا، والأب يسعى، والأم ترعانا

حتى إذا القوى فينا قد اكتملت، كثرت معاصينا وعظمت خطايانا

نسينا كيف كان منشؤنا، فكيف نسهو عن الذي بفضله أبقانا

فيارب جمّل بالستر مُدتنا، وحق بحُسن الختام أملنا ومُنانا

وأشهد ان لا إله إلا الله، وإن شاء أماتنا وإن شاء أحيانا

شرع لنا من الدين ما وصى به المرسلين رحمة وأمانا
نور ربرهان وقرآنٌ يتلى، بالخير قد أمر، وعن الشرور نهانا

لا ضرا ولا ضررا أباح لنا، والحظور ما يجعل الإنسان شيطانا

أرواحـــنا ســــــرٌ في الورى، ونفوســـنا هي أشد عِــــدانا


وقلوبنا ليست بأيــــدينا، وإن أطـــعـنا الهوى أردانـــــا

فيالهفى على نفسي وقد عصينا جهرا وساءت خفايانا

ذنوبٌ وأثامُ عظمت عن اللمم جهلا وعمدا وخطأ ونسيانا

وحلم الحليم الكريم أمهلنا، وستر الرحمن الرحيم غطانا

فكيف بيوم لا ريت آتينا، فيه تُحمل اجسادنا لمثوانا

حفرة في الأرض ضاقت بمرقدنا، وظلمة تطفئ شمس دنيانا

يهال التراب بأيدي احبتنا، وخفق النعال على الأديم يغشانا

وأموالا وأبياتا تركناها بلا رجعة، والصحب والآل قد تركانا

ويقظة في سكون القبر تفجؤنا، وسؤال حاسم من الملكين يلقانا

عن الإله والدين، وعن ذاك الذي حذرنا وذكرنا بأُخرانا

فمن كانت الأولى جُل مطلبه حار ولم يجد للجواب لسانا

ومن كانت الأخرى له سعيا نطق بالتوحيد فصاحة وبيانا

فيارب بالثابت من الول ثبتنا، ولقنا بفضلك أمنا ورضوانا
وأشهد ان محمدا عبد الله، رسولنا ونبينل ومولانا

طب القلوب ودواؤها، نور الأبصار وضياؤها، ومن وهدة الكفر أنجانا

كنا وكانت لنا الأيام مضيعة نلهو ونلعب، ومتاع الغرور أعمانا

نسعى وراء نعيم وسراب خادع، وزينة وزخارف تزينت بها دنيانا

وتفاخر وتكاثر وتصارع بلا رشد، وغفلة عن خرائب كانت للغير أوطانا

فبزع فجر الوجود الذي كان بزوال الجهل والظلم إيذانا

وأشرقت شمس الحقائق بمبعثه فإذا جهالات القوم تحالف الأوثانا

وتحزب الكفر والكبر في صلف يعاند آيات نزلت على المأمون تبيانا

الحر والعبد في الحقوق سواء، وأكرم الناس عن الله اتقانا

صدق الحديث وصلة الأرحام واجبة، وبالعفو وحسن الجوار نبينا أوصانا

وكف الأذى عن الناس مكرُمةٌ، كذا رد الأمانة وإن كان المؤتمن خوانا

وإكرام الضيف من شيم الكرام، وبالطُعمة الحلال يُزيل الرب شكوانا
وبر الوالدين وإن كانا على كفر، والصلاة لوقتها ترفع دعوانا

وزكاة أموالنا طُهرٌ لها ونماء، الصدقة خير دواء يُشفى به مرضانا
وافشاء السلام وإطعام الطعام إحسانٌ، وطيب الكلام يجعل المسلمين اخوانا

مكارم الأخلاق غاية شريعته، وبلوغها ميسور إذا صلحت نوايانا

فيارب طهِر قلوبنا من كل عائبة، وأصلح ظواهرنا، وصحح طوايانا

وزكِ نفوسنا أنت خير ملتجإ، اجعل الدنيا حرثا لأخرانا
وصل على من أوليته بمحمود المقام، ومن بالشفاعة يوم الفزع أولانا

وعلى الصحب والآل ومن تبع، وسلم عليهم سلاما يملأ الأكوانا


********************************

دي مقدمه كتاب المحظورات للداعية ياسين رشدي عجبتني اوي

والكتاب كله بصراحه رائع

بس حبيت انقل جزء منه

Friday, July 18

كلام لازم يتقال

البوست الي فات قصه خنيقة ونكديه عارفة، بس انا قصدي منها مليون حاجه غير اني احكيها وخلاص
القصه جزء لا بأس به منها حقيقي وهاني ده شخصية حقيقة كان نفسي اتعرف على شخصه
يومها في خلال اربع ساعات جوة المستشفى دخلت 10 حالات انتحار
وتلات اطفال شاربين ادوية ومبيدات حشرية
مهتمتش اوي بالاطفال لانهم اهمال من الاهل
بس 10 في الوقت القصير ده كان عدد مخيف
انا عن نفسي متعاطفه معاهم جدا مع اعتراضي الشديد على السلوك نفسه مش الاشخاص
المخدرات والفساد الاخلاقي والانتحار دول نتيجة للتخبط
كل انسان بيدور لنفسة على مكان في الدنيا والناس دي مش شايفه مكان ليها
واحنا بدل ما نحسسهم انهم ليهم مكان بنهزأهم ونحقرهم ونحس بالعار في وجودهم
هل هو ده الحل؟؟؟
اه انا عارفة ان في ناس كتير جدا هتقولي البعد عن الدين هو السبب
انا معاهم في الرأي ده
طب دورنا ايه في الدين ده عشان نخلي الناس دي تتمسك بأمل لايزول؟
ولله انا كان نفسي اروح تاني واحاول اوفر مسانده نفسيه للناس دي بس صعب جدا
اولا لان ظروفي مش هتسمحلي ادخل المكان ده تاني
ثانيا اهالي المرضى دول مش هيوافقوا لان ده عار بالنسبالهم
وطبعا ده غير النظرة الي مش راضية تتغير عن الطب النفسي وارتباطه بالجنون
بجد بلاش نحكم على الناس من خلال موقف مهما ظهر فيه ضعف ايمانهم

Tuesday, July 15

حين قررت الرحيل


أرسلت لها رسالة قصيرة " الأن قررت النهاية" ، كانت تعلم ما أعانيه وتتفهم قصدي، وكنت أعلم انها تستطيع التصرف، إتصلت فور
إستلامها الرسالة تصرخ في وجهي " لأ متعمليش كده"، أجبتها باقتضاب " خلاص عملت"، اغلقت الخط وبعده الهاتف وحاولت النوم
بسلام الى الأبد

لم تمض اكثر من عشر دقائق حتى وجدت حاله من الإستنفار التام في البيت، جميع هواتف البيت أجراسها تدق وبعده بقليل جرس الباب، علمت انها هي، لم تكن في داخلي رغبة في صدها عما تفعله، كما لم اتمن نجاحها فيه.

توجهت إليها وفي صوت خافت رجوتها تركي، صرخت لا، رجوتها مرة اخرى ألا تخبرهم شيئا يكفيني ما انا فيه، وهي لاتزال تصرخ بلا، قلت لها ان الحياة ان استمرت ستصبح اقسى ولن استطع الاحتمال، افهمتها ما كانت تعرفه ان العقوبه اقسى من الاحتمال، وان السجن في غرفتي سيودي بحياتي ان لم افعل انا.

لم تغير من رأيها كثيرا ولم تقتنع ان كل هذا يستحق الرحيل، افهمتها ان ربي ارحم وانني سأكون في كنفه حين أذهب، ظلت تصرخ وتصرخ حتى يأست من إفهامها كالأخرين
بعدها بدأت برودة الموت تسري في اطرافي، في رعشه إستسلمت لها أناملي، أتى ابي وامي كانت قد قالت لهم اني متعبه، ولكن حين وصولهم قالت اني فعلتها رغم اني رجوتها ألا تفعل


أخذوا يصرخون كالمجانين، لكنى حينها كنت قد بدأت أذهب الى عالم ليسوا هم ساكنيه، وأعود لأسمع صرخات متقطعه وأذهب من جديد، ألبسوني وحملوني، لم أرغب في الذهاب ولم أقوى على العناد، وفي داخلي هاجس.... سأنتهي قبل ان نصل.

اصبحت البروة تسري في عروقي لتذهب ما تبقى من حرارة جسدي، ويفيقني كل فترة سخونة يد امي وهي تمسك معصمي لتعد النبضات، بدأت ابكي وأبكي فأنا مازلت هنا وكل ما أفكر فيه ماذا سأفعل ان بقيت معهم بعد ما فعلت ؟!، الطريق الى المستشفى مزدحم ولكننا وصلنا سريعا، وعند الباب " مركز السموم منين؟" أشار له الحارس بيده فنطلق، لم ادخل مستشفى الدمرداش قبلا، لكن الطريق بداخلها كان طويلا، لحظات عودتي وقتها أصبحت أقصر، لكن طعم مرارتها أصبح أقوى، دخلنا الى أقرب ما يكون الى الباب ولكن قدمّي قد سبقتني الى حيث اريد الذهاب، لم أعد أشعر بهما على الاطلاق، حملوني ووضعوني على كرسي متحرك... قديم.. مهترء عجلاته تصدر أنينا يصدِع جدران صمتي، وانا اقولها: "الأن يارب الأن "

اوقفنا موظف الإستقبال الجالس على يمين ذلك الباب ذو العتبه التي كادت أن تفكك الكرسي أجزاءا حين مرورنا عليها، قال الدباجة التي حفظها منذ الأزل:" لازم بيانات الحاله وبطاقة اي حد الأول"، صرخت فيه امي وهي لم تتوقف عن تحريك الكرسي :" يعني احنا هنطير.." ، دخلنا وظل ابي عند الباب ليتمم الاجراءات

دخلنا من باب بجوار المكتب ايضا جهة اليمين، ذلك المؤدي الى ممر طويل، ممر معتم كئيب، رائحة الموت تملأ اركانه، وفي أخره بابٌ أخر يوصل الى غرفة بيضاء بها ثلاثة أسرة تفصل بينهم ستائر رمايه قاتمه غير مغلقه، فور دخولنا أتت الممرضة سألتها أمي :"فين الدكتور..." ذهبت وعادت مع طبيبة صغيرة في السن متعجرفة بتصنع، سألت بوجه عبوس وصوت يملأه الضيق :"خير.."
ردت أمي بخزي لم أعهده عليها :"اخذت اكتاترون وبنادول ودرامينكس......"
الطبيبة:" وده علاج ايه بقى؟؟ " قالتها بسخرية مستفزة
أمي:" لأ هي خدتهم كده ..... علبة من كل واحد"
الطبيبة:" من اد ايه كده؟؟ "
أمي :" من ساعه تقريبا "


احضرت سائلا طعمة مقزز في كأس بلاستيك صغير، طلبت من امي ان تسقيني إياه ثم تسقيني لترين من الماء، دخل ابي وقتها فطلبت منه امي الذهاب لشراء الماء، لأنها لن تستطيع ان تسقيني من زجاجه بيبسي قديمة تملأها الممرضة للجميع من حوض ماء في أقصى يسار الغرفة في الجهة المقابله للأسرة

ذهب ابين حاولت امي ان تسيني الدواء، لم استطع فرائحته تثير الغثيان، حاولت مرة اخرى فبصقته، رأتني الطبيبة من بعيد أتت إلي صارخة :" انت بتهزري ولا ايه بالضبط... لو مأخدتهوش اضطر اعملك غسيل معده وساعتها مش هبقى عايزة اسمع صوتك"
كم كرهتها وكرهت تعجرفها الكاذب، لكني فيما بعد عذرتها فهي تتعامل يوميا مع الموت وجها لوجه دون ان تخشاه، ولكنه عذر واهي لم اقتنع به


حضر ابي ومعه الماء وبدأت أشرب وأشرب وأشرب وكل مرة اطلب من امي التوقف فانا لم اعد استطع شرب المزيد، وامي ترجوني" اخر بق ...." فأشرب، حتى أفرغت محتويات معدتي مع كثرت الماء، نظرت امي وقتها الى الطبيه فقالت لها :" كويس كملي..."
دخل بعدها الغرفه شاب لم يتجاوز ال17 او 18 من عمره اطال لحيته بشكل مخيف، فكانت الأجزاء التي لم تنمو منها مغطاة بفعل الاجزاء النامية، كان فاقد الوعى نهايئا، امه في حاله يرثى لها، فهي بملابس النوم ووجهها شاحب يبدو عليه الفزع، تحمل في يدها بعض


اشرطة فارغه لأدويه كثيرة

اعطت للطبيبة هذه الأشرطة اول ما رأتها، صرخت الطبيبة فزعت:" دي ادوية ضغط وقلب ..... هو مجنون"
اجابتها الام :" دي ادوية جده " قالتها وهي تحاول ان تتمسك باي امل قد يبدو على وجه الطبيبة التى اسرعت وأمرت ممرضة كانت واقفه :" حاولي تفوقيه بسرعه"


ضربت الممرضة بأطراف اصابعها بين حاجبيه فجاءها الرد التي انتظرته فوضعت له السرجه التي بقى ذلك الغاز في انفه وفجأة صرخ صرخه قويه دوى صداها في الغرفة، تلك الصرخه التي مازالت تفيقني في بعض الليالي فزعه، صرخه جعلتني افيق فجأة على معنى الموت
امسك رأسه وظل يصرخ ولكن الصرخات كانت اقل حده من اولها، امه اقتربت منه وظلت تقول له :" هاني سامعني..... هاني انا ماما رد عليا "، وظلت ترددها حتى طلبت منها الطبيبه نفس الطلب الذي طلبته من امي ان أسقيه الماء


وقتها أغلقت امي الستارة الفاصله بين السريرين ولكن الطبيبة باغتتها :" لأ متقفليش الستاير ممنوع"
رد امي عليها بحزم :" من المفروض في خصوصية للمريض"
الطبيبه بتهكم :" لأ انا عندي هنا كلهم واحد ... " ونظرت لي :" الي عايز يموت ملوش حاجه خالص"
وقتها عرفتها امي انها هي الاخرى طبيبة ولم ترد التدخل في عملها ولكن هذا التصرف غير مقبول منها وهمت للاتصال بمعارفها من الوزارة، فقالت الطبيبة :" خلاص طالما ده يريحكوا"


بدأ وقتها صوت هاني بالظهور :" ابعدوا عني انا مش عايز حد...." بصراخ وعويل، فصرخت فيه الطبيبة ان اصمت، وقتها اطمن قلب امه عليه وبدأت بتوبيخه بشده :" انت مجنون ولا فاكر انك لما تموت مشاكلك هتخلص دي هتبتدي يا أستاذ، الي انت عملته ده تخلف مش حل........."

اردت ان اصرخ في ووجها ان اصمتي ودعيه، فهو غير محتاج الى التوبيخ الان، بالفعل اردت احتضانه وطمأنته ان لا تخف انا افهمك انا معك فيما انت فيه، انا افهمك بدون الحاجه للكلام
لكني لم استطع فامي مازالت امامي تسقيني الماء وافرغه، والستائر مازالت مغلقه ومازالت الحالات على حد تعبير العاملين هناك تاتي دون توقف حتى بعد ان انتصف الليل فمازال فاقدوا الامل اكثر من الحاصلين عليه