Saturday, December 24

صغيرتي، رسالة لكِ إن كنت هنا

تلك القبلات التي لا معنى لها على الإطلاق، ذلك الأسف البادي مع القبلة وحرارة الدمع الساقط أيضاً لا معنى لهم أو حتى جدوى، لِم نبك بعد أن ينتهي كل شيء
لقد فنى الجسد ولن تشعر الروح بالقبلات ولا الدموع ولا الأهات
هي كلها تغريبات الأحياء عن أنفسهم...أعلم أن الفقد مؤلم والشوق قاتل لكن الأوان قد فات

لكني رأيت الأسوأ.. من أمات الروح وعذب الجسد، من أبرح أنثاه ضرباً ثم بكى في أحضانها أسفاَ يُقبل جبينها، من أذاقها حصرم الحياة وتلذذ في وأدها حية ثم انحى يطلب الصفح كلما أشتم منها رائحة الهروب

القوة يا صغيرتي لن تأتي من بعد ضعف، كنت دائماً ضعيفة أمامه لأنك أحببته، ولا أتصورك تقفين أمامه في مواجهة تنتصرين فيها، قوتك يا صغيرتي في الهروب، النجاة بما تبقى من كرامتك، استسلمي عن محاولاتك المستمية لتغييره، توقفي عن كل ما تفعيله بنفسك، فقط اتركي الساحة وارحلي، لا تأخذي معك شيئاَ غير روحك التي انهكها، اتركي له الذكريات والأحلام وكل شيء قد يشعرك أن هناك أمل

أتعلمين.. حين ترحيلن سيأكل الحزن وقتك، ويظلل الليل على أيامك، لكن لوقت قليل وسيمضي
ستشعرين بفجوة الفراق في صدرك يمر منها هواء الشتاء البارد وانت وحيدة، لكنها ستندمل
ستمر ساعات الليل غلاظ شداد، لكنها ستمضي
أصعب لحظات الفقد صغيرتي هي الأولى، إصمدي 

كوني قوية كما إعتدتك قبل ظهور ذلك الشبح الذي أظلم عليك الحياة، ومنع شعاع الشمس عن أنفاسك
عودي تلك المرحة الفرحة التي أضاءة كل مكان دخلت عليه
حين تجدي نفسك مرة أخرى صدقيني ستندمين على كل لحظة أضعتها دون الهرب

صغيرتي
أني أحبك كإبنتي تماما، أتمنى لكِ السعادة أياً كان إختيارك
وإعلمي أني سأبقى هنا أستمع إليك وأشد من أزرك
وأن السند والرجاء دائماَ من الله فلا تنسي أن تسأليه النجاة في دعاءك