الحمد لله قد عم الخلائق رأفة وحنانا
تجري الرياح بالخير ممطرة فتنبت الارض أشجارا وأغصانا
وبهائم للحمل قد خلقت، وأخرى طواعية تمنح لحما وألبانا
وبحار بطري اللحم زاخرة، وأنهار تفيض عذبا لسقيانا
وشمس تجود بالدفء ما بقيت الدنيا، وما بخلت قرونا وأزمانا
ونجوم بالليل مشرقة تهدي الاناسي رجالا وركبانا
وبيوت جعلت لنا سكنا، وجبال صارت للبدو اكنانا
وسرابيل تقينا الحر ناعمة، وسرابيل تقينا بأس الذي عادانا
خلقنا من نطفة مُنيت من الأصلاب فكانت في الأرحام مأوانا
غُذينا من غير جهد ومسألة فتكامل الخلق صورا وألوانا
وخرجنا إلى الدنيا ولم نعقل ما حولنا ولم نبصر والغير سمانا
حملنا بالسرور والوجوه ضاحكة، ننمو رويدا تبارك الذي أنمانا
نحبو وعين الله تكلؤنا، والأب يسعى، والأم ترعانا
حتى إذا القوى فينا قد اكتملت، كثرت معاصينا وعظمت خطايانا
نسينا كيف كان منشؤنا، فكيف نسهو عن الذي بفضله أبقانا
فيارب جمّل بالستر مُدتنا، وحق بحُسن الختام أملنا ومُنانا
وأشهد ان لا إله إلا الله، وإن شاء أماتنا وإن شاء أحيانا
شرع لنا من الدين ما وصى به المرسلين رحمة وأمانا
نور ربرهان وقرآنٌ يتلى، بالخير قد أمر، وعن الشرور نهانا
لا ضرا ولا ضررا أباح لنا، والحظور ما يجعل الإنسان شيطانا
أرواحـــنا ســــــرٌ في الورى، ونفوســـنا هي أشد عِــــدانا
وقلوبنا ليست بأيــــدينا، وإن أطـــعـنا الهوى أردانـــــا
فيالهفى على نفسي وقد عصينا جهرا وساءت خفايانا
ذنوبٌ وأثامُ عظمت عن اللمم جهلا وعمدا وخطأ ونسيانا
وحلم الحليم الكريم أمهلنا، وستر الرحمن الرحيم غطانا
فكيف بيوم لا ريت آتينا، فيه تُحمل اجسادنا لمثوانا
حفرة في الأرض ضاقت بمرقدنا، وظلمة تطفئ شمس دنيانا
يهال التراب بأيدي احبتنا، وخفق النعال على الأديم يغشانا
وأموالا وأبياتا تركناها بلا رجعة، والصحب والآل قد تركانا
ويقظة في سكون القبر تفجؤنا، وسؤال حاسم من الملكين يلقانا
عن الإله والدين، وعن ذاك الذي حذرنا وذكرنا بأُخرانا
فمن كانت الأولى جُل مطلبه حار ولم يجد للجواب لسانا
ومن كانت الأخرى له سعيا نطق بالتوحيد فصاحة وبيانا
فيارب بالثابت من الول ثبتنا، ولقنا بفضلك أمنا ورضوانا
وأشهد ان محمدا عبد الله، رسولنا ونبينل ومولانا
طب القلوب ودواؤها، نور الأبصار وضياؤها، ومن وهدة الكفر أنجانا
كنا وكانت لنا الأيام مضيعة نلهو ونلعب، ومتاع الغرور أعمانا
نسعى وراء نعيم وسراب خادع، وزينة وزخارف تزينت بها دنيانا
وتفاخر وتكاثر وتصارع بلا رشد، وغفلة عن خرائب كانت للغير أوطانا
فبزع فجر الوجود الذي كان بزوال الجهل والظلم إيذانا
وأشرقت شمس الحقائق بمبعثه فإذا جهالات القوم تحالف الأوثانا
وتحزب الكفر والكبر في صلف يعاند آيات نزلت على المأمون تبيانا
الحر والعبد في الحقوق سواء، وأكرم الناس عن الله اتقانا
صدق الحديث وصلة الأرحام واجبة، وبالعفو وحسن الجوار نبينا أوصانا
وكف الأذى عن الناس مكرُمةٌ، كذا رد الأمانة وإن كان المؤتمن خوانا
وإكرام الضيف من شيم الكرام، وبالطُعمة الحلال يُزيل الرب شكوانا
وبر الوالدين وإن كانا على كفر، والصلاة لوقتها ترفع دعوانا
وزكاة أموالنا طُهرٌ لها ونماء، الصدقة خير دواء يُشفى به مرضانا
وافشاء السلام وإطعام الطعام إحسانٌ، وطيب الكلام يجعل المسلمين اخوانا
مكارم الأخلاق غاية شريعته، وبلوغها ميسور إذا صلحت نوايانا
فيارب طهِر قلوبنا من كل عائبة، وأصلح ظواهرنا، وصحح طوايانا
وزكِ نفوسنا أنت خير ملتجإ، اجعل الدنيا حرثا لأخرانا
وصل على من أوليته بمحمود المقام، ومن بالشفاعة يوم الفزع أولانا
وعلى الصحب والآل ومن تبع، وسلم عليهم سلاما يملأ الأكوانا
********************************
دي مقدمه كتاب المحظورات للداعية ياسين رشدي عجبتني اوي
والكتاب كله بصراحه رائع
بس حبيت انقل جزء منه